للوقاية من إنتان الدم (السبسيس)، أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال عالمياً، نجح الباحثون في تطوير وتدقيق نموذج تنبؤي بالذكاء الاصطناعي. يعتمد هذا النموذج على بيانات السجلات الصحية الإلكترونية الروتينية خلال الساعات الأربع الأولى في غرفة الطوارئ للأطفال، ويتمكن من تحديد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بإنتان الدم بدقة خلال 48 ساعة، مما يوفر دعماً قوياً للرعاية الوقائية المبكرة. يُعد هذا الإنجاز الابتكاري نتيجة دراسة متعددة المراكز قادتها الدكتورة إليزابيث ألبرن من مستشفى Ann & Robert H. Lurie Children's Hospital في شيكاغو، وهي أول دراسة تنبؤية بالذكاء الاصطناعي تعتمد على الإصدار الجديد من "معايير فينيكس لإنتان الدم".

أعربت الدكتورة ألبرن، المؤلفة الرئيسية للدراسة ورئيسة قسم طب الطوارئ في مستشفى Lurie للأطفال، قائلة: "إن نموذج التنبؤ الذي طورناه يمثل تقدماً هاماً في الطب الدقيق لإنتان الدم لدى الأطفال." أظهرت هذه النماذج توازناً جيداً في تحديد الأطفال المحتمل إصابتهم بإنتان الدم، حيث تتمكن من التعرف الفعال على الأطفال عاليي الخطر دون اللجوء إلى علاجات عدوانية غير ضرورية للأطفال غير المعرضين للخطر. شملت الدراسة خمسة أنظمة طبية ضمن شبكة بحوث تطبيقات الرعاية الطارئة لطب الأطفال، مما وفر للفريق مجموعة بيانات غنية وعينات سكانية متنوعة، لضمان قابلية تطبيق النموذج على نطاق واسع.

استبعدت الدراسة بشكل خاص الأطفال الذين وصلوا إلى غرفة الطوارئ مصابين بإنتان الدم بالفعل أو في المراحل الأولى من الرعاية الطارئة، مركزة على التنبؤ بإنتان الدم لتمكين بدء العلاج المنقذ للحياة في أقرب وقت ممكن. أكدت الدكتورة ألبرن: "قمنا بتقييم النموذج للتأكد من خلوه من التحيزات. في المستقبل، يجب دمج نماذج الذكاء الاصطناعي المعتمدة على السجلات الصحية الإلكترونية مع حكم الأطباء السريري لتحقيق تنبؤات أكثر دقة." نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة JAMA Pediatrics، مما يفتح مسارات جديدة للوقاية من إنتان الدم لدى الأطفال وعلاجه.