حققت InventWood مؤخرًا اختراقًا كبيرًا بإيجاد طريقة لإعادة ترتيب الخشب على المستوى الجزيئي، مما يجعل قوته تفوق قوة الفولاذ. هذا ليس إنجازًا عاديًا في الخشب الهندسي؛ فإن قوة الشد للخشب الفائق هذا تزيد بنسبة 50% عن الفولاذ، مع وزن أقل بشكل ملحوظ. جمعت هذه الشركة الناشئة في ماريلاند أكثر من 50 مليون دولار تمويلًا، مما يمنح المهندسين المعماريين الذين يحلمون ببناء هياكل ذات امتدادات فائقة الطول ومقاومة للجاذبية أملًا جديدًا.

بيانات أداء الخشب الفائق مذهلة، حيث تتجاوز نسبة القوة إلى الوزن لديه الفولاذ بعشر مرات. يتمتع بخصائص مقاومة للرصاص والحريق، مع الحفاظ على دفء الخشب الطبيعي؛ حيث يمكن للناس لمس نسيجه وتقدير أنماطه الطبيعية، وهي العناصر التي تجعل الخشب مفضلًا في المساحات السكنية والتجارية. يفتح هذا المادة إمكانيات تصميمية لم تكن متاحة سابقًا في البناء الخشبي، مثل الكابوليات العالية والهياكل المعلقة اللافتة، والتي عادةً ما تتطلب إطارات فولاذية ثقيلة لتحقيقها.

من منظور الاستدامة، تحول InventWood الخشب المهمل وأنواع الأشجار مثل الحور – التي يتجاهلها البناة عادةً – إلى مواد هيكلية عالية الجودة. المنتجات الثانوية للغابات التي كانت تُحرق أو تُكدس في السابق، أصبحت الآن هيكل مشاريع البناء. هذه العملية تحمي الغابات الأمريكية وتقلل الاعتماد على إنتاج الفولاذ كثيف الطاقة، محققةً فوزًا مزدوجًا في الأداء والبيئة.

في تطبيقات البناء، يتجاوز الخشب الفائق استخدامه كإطار خشبي تقليدي. يمكن الآن صنع عوارض الهيكل التي كانت تحتاج إلى الفولاذ سابقًا من الخشب الفائق بأداء أفضل ومظهر أكثر جاذبية. عندما تتحمل المواد الخارجية أحمال الهيكل الهائلة، تفتح أنظمة التكسية إمكانيات جديدة. تقترح الشركة مفهوم "البناء الحيوي"، الذي يجمع بين الوعي البيئي والأداء الهندسي الدقيق، مما يتيح للمشاريع تحقيق أهداف LEED دون التضحية بالأشكال الهندسية الجريئة.

تمتد إمكانات الخشب الفائق إلى تصميم السيارات والمنتجات. نسبة القوة إلى الوزن الممتازة تجعله مناسبًا لصنع مكونات السيارات التي تحتاج حاليًا إلى الألمنيوم أو ألياف الكربون. يمكن لمصنعي الأثاث ومصممي المنتجات إنشاء أعمال تجمع بين جمال الخشب الطبيعي وأداء المواد الاصطناعية، مما يسد الفجوة بين الحرف اليدوية التقليدية ومتطلبات الهندسة الحديثة، ويفتح أبوابًا للعديد من الصناعات.