عدلت الهند مؤخرًا سياسة برنامج خلط الإيثانول بالبنزين، حيث ستستخدم جزءًا من فائض مخزون الأرز بسعر معدل لإنتاج الإيثانول. تهدف هذه الخطوة إلى دفع هدفها المتمثل في تحقيق نسبة خلط 20% من الإيثانول في البنزين بحلول السنة المالية 2025-2026. من المتوقع أن يتطلب هذا الهدف إنتاج أكثر من 10 مليارات لتر من الإيثانول سنويًا.
حاليًا، يعتمد إنتاج الإيثانول في الهند بشكل أساسي على المواد الخام القائمة على السكر والحبوب. نظرًا للقيود التي تواجهها إمدادات السكر، يُعوّل كثيرًا على الإيثانول القائم على الحبوب لسد فجوة الإنتاج. من بين المواد الخام الحبوبية، يُعتبر الذرة الخيار الرئيسي نظرًا لاستهلاكه المنخفض نسبيًا للمياه. ومع ذلك، في مواجهة ضغوط المنافسة على إمدادات الذرة، بدأ صانعو السياسات في النظر في استخدام جزء من مخزون الأرز الذي تمتلكه شركة الأغذية الهندية كبديل.
أدى هذا التحول في السياسة إلى إثارة نقاش حول كيفية تحقيق التوازن بين الأمن الغذائي وتطوير الوقود الحيوي. أشارت وجهات نظر إلى أن استخدام الحبوب المخزنة أصلاً لضمان الأمن الغذائي في إنتاج الوقود قد يشكل تحديات نظامية على المدى الطويل. خاصة في ظل الضغط على المياه الجوفية وقضايا استدامة الموارد المائية في بعض مناطق الهند، فإن توسيع نطاق استخدام المحاصيل كثيفة استهلاك المياه (مثل الأرز) في التطبيقات الصناعية يتطلب تقييمًا شاملاً لتأثيراتها البيئية.
يرى التحليل أن مسار تطوير الوقود الحيوي في الهند يحتاج إلى النظر بشكل شامل في الترابط بين الماء والطاقة والغذاء. يجب أن تركز السياسات على استدامة اختيار المواد الخام واستكشاف إمكانيات استخدام المواد الخام غير الغذائية مثل المخلفات الزراعية، لتعزيز التنمية الصحية طويلة المدى لصناعة الوقود الحيوي مع الحفاظ على التوازن بين الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.









