مع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، يتغلغل هذا المجال تدريجيًا في مختلف جوانب المجتمع الأمريكي، مما يؤثر بعمق على الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، يشير الباحث جاي بارني (Jay Barney) من كلية إدارة الأعمال بجامعة يوتا في ورقته البحثية الجديدة إلى أنه على الرغم من الآفاق الواعدة للذكاء الاصطناعي، يجب على الشركات ألا تعتمد عليه كمصدر لميزة تنافسية طويلة الأمد.

هذا الرأي ليس بلا أساس. وفقًا لدراسة نُشرت في MIT Sloan Management Review، فإن التمايز بين الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل أكبر على الدافع البشري، والإبداع، والابتكار، والشغف. وتشير الدراسة إلى أن الابتكار الحقيقي يكمن في كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيفية إيجاد طرق جديدة للتواصل مع العملاء من خلال هذه التقنيات.
ويوضح بارني أن معظم تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية ليست ملكية، مثل نتائج الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT التي يمكن الحصول عليها بتكلفة منخفضة وبشكل واسع. وهذا يعني أن الذكاء الاصطناعي يوفر غالبًا معلومات جماعية وليست فريدة. لذلك، لا تأتي الميزة التنافسية بين الشركات من استخدام الذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل من كيفية استخدامه.
واستشهد بارني بمثال استخدام استعلامات الذكاء الاصطناعي للحصول على قائمة بسبعة ابتكارات لفرشاة الأسنان الشائعة، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يقوم فقط بتجميع المعلومات الموجودة بطريقة متشابهة تقريبًا، مما يؤدي إلى إجابات متشابهة. وهذا يبرز الحاجة الدائمة إلى الإبداع البشري والخيال.
في ورقة بحثية مصاحبة نُشرت في Harvard Business Review، ناقش بارني تقنيات تحويلية تاريخية مثل المحرك البخاري، والمحرك الكهربائي، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، مشيرًا إلى أن عددًا قليلًا نسبيًا من التقنيات يمكن أن يكون مصدرًا مباشرًا لميزة تنافسية مستدامة للشركات. وهو حاليًا يكتب ورقة بحثية قادمة ترى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى "تسليع" العديد من المهام التي يقوم بها الأفراد المتعلمون، بينما ستظل الأعمال التي تتطلب تفاعلًا إنسانيًا عميقًا تُنفذ بواسطة البشر.














京公网安备 11010802043282号