طور باحثون من جامعة كورنيل عملية ذكاء اصطناعي جديدة تُسمى DRAWER، يمكنها تحويل مقاطع فيديو قصيرة للغرف إلى محاكاة ثلاثية الأبعاد تفاعلية، أو "توأم رقمي" عالي الدقة. يتيح هذا النظام للمستخدمين فتح الأدراج والخزائن والتفاعل مع الأشياء على الأسطح في بيئة رقمية، مما يوفر تجربة تفاعلية غامرة. لا تقتصر تطبيقات تقنية DRAWER على تطوير ألعاب فيديو أكثر واقعية، بل تمتد إلى تدريب الروبوتات افتراضيًا للعمل في بيئات حقيقية محددة، مما يفتح إمكانيات جديدة لتطبيقات تتطلب نماذج غرف واقعية وقابلة للتفاعل.

وأوضح ويتشيو ما، الأستاذ المساعد في علوم الحاسوب بجامعة كورنيل: "بينما تستطيع التقنيات الحالية محاكاة مناظر العالم الحقيقي من زوايا مختلفة، إلا أنها تفتقر إلى التجربة التفاعلية الغامرة." وأضاف: "بفضل تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، اتخذنا خطوة صغيرة نحو إنشاء توأم رقمي تفاعلي." في 15 يونيو، قدم هونغتشي شيا، طالب دكتوراه من جامعة إلينوي في أوربانا-شامبين والشريك في المشروع، مشروع "DRAWER: Digital Reconstruction and Expression with Environmental Realism" في مؤتمر IEEE/CVF Computer Vision and Pattern Recognition في ناشفيل، تينيسي.

عملية إنشاء التوأم الرقمي باستخدام DRAWER بسيطة وتتطلب تصويرًا لعدة دقائق فقط. وأوضح شيا: "كل ما تحتاجه هو مقطع فيديو قصير تم تصويره بشكل عشوائي لمطبخ، دون الحاجة إلى التفاعل مع أبواب الخزائن أو الأشياء، ويمكن استخدام هاتف iPhone دون الحاجة إلى معدات تصوير متقدمة." لتحويل الفيديو إلى غرفة رقمية تفاعلية واقعية، دمج الباحثون نماذج ذكاء اصطناعي متعددة، مع طريقتين للعرض، وأضافوا وحدة استشعار لتحديد الأجزاء القابلة للحركة، وملء الأجزاء غير المرئية. وأشار شيا إلى أن تطوير DRAWER تطلب دمج هذه الوحدات في إطار موحد، وقد استخدم هذه الطريقة لإعادة تصميم مطابخ وحمامات ومكاتب. تتكامل النماذج الرقمية الناتجة بسلاسة مع محركات الألعاب، وقد أثبت الفريق ذلك من خلال إنشاء لعبة. كما يمكن لتقنية DRAWER تدريب الروبوتات افتراضيًا في بيئات رقمية للعمل في بيئات حقيقية عبر عملية "من الواقع إلى المحاكاة إلى الواقع".

حاليًا، تقتصر تقنية DRAWER على الأجسام الصلبة، لكن الباحثين يخططون لتوسيع نطاقها لتشمل الأجسام الناعمة أو القابلة للتشوه. كما يأملون في توسيع العمل ليشمل مبانٍ كاملة وإنشاء توأم رقمي للمساحات الخارجية، لتطبيقات في تصميم المدن أو تحسين الإنتاج الزراعي. وأضاف شيا: "هدفنا النهائي هو محاولة بناء توأم رقمي لكل شيء في العالم، وهناك الكثير لاستكشافه في المستقبل."