قدم فريق عالم الكواكب إدوين كايت من جامعة شيكاغو نموذجًا جديدًا لتطور مناخ المريخ، يكشف عن آليات فترات المياه السائلة القصيرة التي تلتها التصحر السريع. نُشرت الدراسة في مجلة Nature، مستندة إلى أدلة رئيسية من صخور غنية بمعادن الكربونات اكتشفها روبوت Curiosity التابع لـ NASA في أبريل من هذا العام، موضحة عملية ترقق الغلاف الجوي للمريخ وتغيراته المناخية الجذرية.

يقول كايت، أحد العلماء المشاركين في مهمة Curiosity: "نموذجنا يُظهر أن الفترات القابلة للحياة على المريخ كانت استثناءً وليست القاعدة." المريخ، مثل الأرض، كوكب صخري بتركيبة مشابهة، لكن سطحه اليوم مغطى بآثار أودية وبحيرات قديمة، مما يشير إلى أنه كان يتمتع بمناخ دافئ ومياه سائلة في الماضي. تُظهر الدراسة أن فترات المياه السائلة على المريخ نتجت عن زيادة في سطوع الشمس، لكن بسبب تراجع النشاط البركاني، اختل توازن دورة الكربون، مما أدى إلى حبس ثاني أكسيد الكربون بشكل دائم في الصخور، مسببًا تصحرًا لا رجعة فيه. يوضح كايت: "على عكس دورة الكربون المستمرة على الأرض، عانى المريخ من اختلال في امتصاص وإطلاق ثاني أكسيد الكربون بسبب توقف البراكين."
جاء هذا الاكتشاف من خلال رصد Curiosity لصخور الكربونات في جبل شارب. لطالما حيّر العلماء مصير الكربون في الغلاف الجوي للمريخ، ويؤكد النموذج الجديد أن امتصاص الصخور لثاني أكسيد الكربون كان السبب الرئيسي. يؤكد المؤلف المشارك بنجامين توتولو من جامعة كالغاري: "البيانات الكيميائية والمعدنية التي قدمها الروبوت حاسمة لفهم قابلية الكواكب للحياة." أثبت الفريق من خلال نمذجة واسعة النطاق أن مناخ المريخ شهد نمطًا متناوبًا بين فترات قصيرة من المياه السائلة وفترات تصحر طويلة تمتد لمئة مليون سنة، مما يجعل الإمكانية طويلة الأمد للحياة غير مواتية.














京公网安备 11010802043282号