في مكتب مغطى بسجادة رمادية بجامعة كولورادو بولدر، يقوم روبوت ثلاثي العجلات يُدعى "Armstrong" بالتقاط كتل بلاستيكية بذراعه الميكانيكي. قد يبدو هذا المشهد عاديًا، لكنه في الواقع ممارسة مبتكرة من فريق الفضاء بالجامعة لحل تحديات تدريب الروبوتات القمرية. من خلال بناء بيئة واقع افتراضي (VR) فائقة الواقعية، يتيح الفريق للعاملين محاكاة المهام القمرية في مختبر أرضي، ممهدًا الطريق لاستكشاف القمر بالتعاون بين البشر والروبوتات.

اكتشف الفريق أن طرق التدريب التقليدية لا تستطيع محاكاة الجاذبية القمرية (سدس جاذبية الأرض)، أو الحفر النيزكية، أو المناطق المظللة بشكل دائم. لذا، استخدموا محرك Unity لإنشاء "توأم رقمي" للمكتب والروبوت، يتطابق بدقة مع الواقع من حيث لون الجدران وسرعة حركة الروبوت. في تجربة شملت 24 مشاركًا، تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى تدربت مباشرة على الروبوت الفعلي، والثانية تدربت أولاً في بيئة التوأم الرقمي VR. أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تدربوا في بيئة VR أكملوا المهام بنسبة 28% أسرع، مع انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر.
يأتي هذا الاختراق من رؤية الفريق للاختلافات بين برنامج "Apollo" وبرنامج "Artemis". يشير بيرنز إلى أن "استكشاف القمر في القرن الحادي والعشرين يتطلب تعاونًا فعالًا بين رواد الفضاء والروبوتات، وليس الاعتماد على الجهد البشري فقط." يتعاون الفريق حاليًا مع شركة Lunar Outpost لتوسيع تطبيق تقنية التوأم الرقمي على نماذج المركبات القمرية، مع التركيز على حل مشكلة محاكاة الغبار القمري. يوضح ماكاتشن: "الغبار الذي تثيره العجلات قد يحجب المستشعرات، لكن قياس البيئة القمرية مباشرة مكلف. التوأم الرقمي يوفر حلاً آمنًا واقتصاديًا." كجزء من المشروع، أدركت ماكاتشن وزملاؤها تعقيد البحث العملي: "التشغيل البشري يجلب دائمًا مفاجآت، مما دفعنا لتحسين النموذج باستمرار."














京公网安备 11010802043282号