نشر فريق بحثي من جامعة أديلايد الأسترالية نتائج بحثية هامة في مجلة Small، حيث نجح في تطوير مادة محفزة ضوئية جديدة قادرة على تحليل المواد البير فلورية ومتعددة الفلوروألكيل (PFAS) الموجودة في المياه بكفاءة عالية تحت أشعة الشمس. يقدم هذا الاختراق التقني حلًا اقتصاديًا فعالًا لمعالجة هذه الملوثات العنيدة المعروفة باسم "المواد الكيميائية الدائمة".

من خلال تصميم دقيق لهيكل المحفز وظروف التفاعل، تمكن الفريق من كسر روابط الكربون-الفلور في جزيئات PFAS بفعالية. أوضح الدكتور Cameron Shearer، قائد المشروع: "من الصعب جدًا على طرق معالجة المياه التقليدية تحليل PFAS لأن ذرات الكربون محمية بإحكام بذرات الفلور. لقد قمنا بتحسين المحفز ليستهدف بدقة ذرات الفلور الواقية هذه، مما يؤدي في النهاية إلى تحليل PFAS بالكامل إلى مكونات غير ضارة بما في ذلك الفلورايد."
أظهرت البيانات التجريبية أن هذه المادة المحفزة الضوئية لا تتمتع بكفاءة تحليل عالية فحسب، بل يمكن أيضًا إعادة تدوير الفلورايد الناتج عن التفاعل لاستخدامه في صناعة معجون الأسنان أو كمضاف للأسمدة، مما يحقق إعادة تدوير الموارد. أضاف الدكتور Shearer: "يمكن دمج موادنا في أنظمة معالجة المياه الحالية، حيث يتم أولاً تركيز PFAS في الماء باستخدام تقنية الامتصاص، ثم تحليلها من خلال عملية التحفيز الضوئي."
PFAS هي فئة من المواد الكيميائية الاصطناعية تُستخدم على نطاق واسع في الأواني غير اللاصقة والأقمشة المقاومة للماء ورغاوي إطفاء الحرائق. وبسبب استقرارها الكيميائي الشديد، تتراكم هذه المواد في البيئة وجسم الإنسان لفترات طويلة، وترتبط بمشكلات صحية متعددة. تشير أحدث الدراسات إلى أنه يمكن اكتشاف PFAS في أجسام أكثر من 85% من الأستراليين.
يقود حاليًا الدكتور Mahmoud Gharib من جامعة أديلايد الأعمال اللاحقة، مع التركيز على تحسين استقرار المادة ومتانتها للتحضير للتطبيقات العملية واسعة النطاق. قال الدكتور Shearer: "تمثل هذه التقنية خطوة مهمة في مواجهتنا لتحدي تلوث PFAS العالمي، ومن المتوقع أن تساهم بشكل كبير في حماية البيئة وصحة الجمهور."














京公网安备 11010802043282号