يتقدم مشروع دولي طموح لإنشاء «توأم رقمي» للجهاز المناعي البشري بخطى ثابتة، بهدف مساعدة العلماء على التغلب على أمراض المناعة الذاتية والأمراض المعدية الكبرى. يقود هذا الجهد مجموعة عمل بناء التوأم الرقمي المناعي التابعة لتحالف بيانات البحث (RDA-BIDT WG)، بمشاركة باحثين من University of Surrey ودعم من RDA TIGER. تضم المجموعة أكثر من 100 خبير من 22 دولة، وتقودها البروفيسورة آنا نياراكيس (Anna Niarakis) من جامعة تولوز ومركز البيولوجيا التكاملية التابع للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي CNRS.

نجحت تقنية التوأم الرقمي – وهي نموذج افتراضي ديناميكي للأجسام أو الأنظمة الفيزيائية – في مجالات الهندسة والصناعة، وبدأت تُظهر نجاحاً في الرعاية الصحية (تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية، إدارة السكري، وأنظمة البنكرياس الاصطناعي).

قال الدكتور ياشوانث سوبانايا (Yashwanth Subbannayya)، الباحث الرئيسي بـ University of Surrey وعضو RDA-BIDT WG: «تعقيد الجهاز المناعي واختلاف استجابات الأفراد يجعلان العلاج صعباً للغاية. التوأم الرقمي المناعي سيسمح بإنشاء نموذج افتراضي لجهاز مناعة المريض، فيتمكن الأطباء والباحثون من محاكاة تأثير الأدوية والعلاجات المختلفة على الفرد دون أي مخاطر».

مع ذلك، يواجه تطوير التوأم الرقمي المناعي (Immune Digital Twin - IDT) تحديات هائلة؛ فالجهاز المناعي شبكة خلوية وجزيئية شديدة التعقيد، والبيانات والنماذج الحالية غير متوافقة، وقياس الحالة المناعية بدقة وفي الوقت الفعلي أمر بالغ الصعوبة. لذلك تجمع مجموعة BIDT WG خبراء من تخصصات متعددة للتغلب على هذه العقبات بالتعاون عبر التخصصات.

يعمل تحالف بيانات البحث RDA على بناء جسور اجتماعية وتقنية من خلال إنشاء وتبني البنية التحتية الاجتماعية والتنظيمية والتقنية اللازمة لتسهيل مشاركة البيانات وتبادلها، مما يدعم رؤية مشروع التوأم الرقمي المناعي. يتعاون العلماء والباحثون والخبراء التقنيون عن كثب من خلال مجموعات عمل ومجموعات اهتمام ومجتمعات ممارسة، مع عضوية فردية مجانية ومفتوحة للجميع، مما يوفر دعماً قوياً لتطور المشروع المستمر.