استخدم العلماء مؤخرًا صورًا التقطتها الأقمار الصناعية لمراقبة الطقس الأرضي "هيماواري 8" و"هيماواري 9"، واكتشفوا بشكل غير متوقع ظهور كوكب الزهرة في خلفية الصور، ومن خلال جمع وتحليل هذه البيانات العَرَضية، نجحوا في تتبع تغيرات درجة حرارة الغلاف الجوي للزهرة على مدى ما يقرب من 10 سنوات. يوفر هذا الاكتشاف منظورًا جديدًا لدراسة أحوال الطقس على الزهرة.

يمتلك كوكب الزهرة غلافًا جويًا كثيفًا من ثاني أكسيد الكربون وسحب من حمض الكبريتيك، وتتشابه أنماط تغيرات الطقس فيه مع الأرض، لكن تتبعها كان دائمًا تحديًا. تواجه الملاحظات من سطح الأرض قيودًا كثيرة، كما أن الرصد الفضائي غالبًا ما يقتصر على الوقت أو أطوال موجات البيانات. في هذا السياق، تعاون فريق دولي بقيادة مانابو نيشياما مع مركز الفضاء والطيران الألماني (DLR)، جامعة طوكيو، والمرصد الفلكي الوطني الياباني، مستخدمًا بيانات الزهرة التي ظهرت في خلفية الصور التي التقطتها أقمار "هيماواري" لإجراء دراسات معمقة.
تُدير أقمار "هيماواري" وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، وهي قادرة على تمييز 16 "لونًا" مختلفًا في الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء، وتمتلك مجال رؤية أوسع قليلاً من الأرض، مما يتيح التقاط معلومات عن الفضاء المحيط. اكتشف فريق نيشياما 437 حالة ظهرت فيها الزهرة كنقطة في الخلفية، واستنادًا إلى ذلك، نجحوا في رصد التغيرات الطويلة الأمد في طقس الزهرة، خاصة التغيرات في الهيكل الحراري للغلاف الجوي. أشار البحث إلى أن التغيرات في درجات الحرارة تكون أكبر عند شروق الشمس على الزهرة، وقد تكون هذه التغيرات مرتبطة بالموجات التي تدور حول الغلاف الجوي للكوكب.
لا تقدم هذه النتائج رؤى جديدة حول أحوال الطقس على الزهرة فحسب، بل تفتح أيضًا مجالًا جديدًا لاستخدام أقمار الأرصاد الجوية في رصد الكواكب. في المستقبل، قد تظهر كواكب أخرى في النظام الشمسي في خلفيات صور الأقمار الصناعية الجوية، وتحمل هذه البيانات غير المستكشفة إمكانيات غير محدودة.














京公网安备 11010802043282号