نشر فريق بحثي من جامعة موناش دراسة هامة في مجلة Asian Public Policy، أشارت إلى أن بعض المدن الآسيوية ذات الكثافة العالية للروبوتات لم تواكب اتجاه انتشار الروبوتات في صياغة السياسات، داعية إلى تعزيز الربط بين السياسات واحتياجات الجمهور لدعم التطور الصحي لتقنيات الروبوتات.

ركزت الدراسة على ست مدن آسيوية رائدة في تطبيقات الروبوتات: هونغ كونغ، سيول، شنغهاي، سنغافورة، تايبيه، وطوكيو. وقيّمت الدراسة استعداد هذه المدن لزيادة عدد الروبوتات في الأماكن العامة من خلال سبعة مجالات رئيسية: السلامة، الخصوصية والأخلاق، الإنتاجية، الجماليات، التصميم المشترك، الوصول العادل، والابتكار.

وكشفت الدراسة أنه بينما تُولى السلامة اهتمامًا عامًا، فإن القضايا الأخرى التي تؤثر على الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية تحظى باهتمام محدود. وأشار الأستاذ مايكل مينتروم، الباحث الرئيسي في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة موناش، إلى أن الحكومات نادرًا ما تتفاعل مع المواطنين لفهم آمالهم ومخاوفهم بشأن الزيادة المطردة في أعداد الروبوتات، وهو ما يمثل فجوة كبيرة في تصميم السياسات.

وأوضح مينتروم أن تايبيه وطوكيو وشنغهاي فقط أبدت اهتمامًا بتصميم سياسات الروبوتات بشكل مشترك، مما يعكس نقص الاستباقية والتفكير المستقبلي في معظم المدن. وأكد أن لدى عامة الناس رؤى قيمة يمكن أن تسهم في ابتكار استخدامات ووظائف الروبوتات المستقبلية، وينبغي على الحكومات الإصغاء إلى آراء الجمهور بشكل أكبر.

وأكدت الأستاذة المساعدة شانتي سومارتوجو من كلية الفنون والتصميم والهندسة المعمارية بجامعة موناش، والتي شاركت في تأليف الدراسة، على التحديات التي تواجهها السياسات في مواكبة المجالات سريعة التغيير التي تهم الجمهور. وأوضحت أن الدراسة تهدف إلى استكشاف كيفية تحول ممارسات صياغة السياسات من الاستجابة السلبية إلى التوقع الاستباقي، مشيرة إلى أن التصميم المشترك قد يكون وسيلة فعالة للتعامل مع تحديات السياسات في عالم متغير بسرعة.

وحذر الباحثون من ترك قرارات تصميم واستخدام الروبوتات بشكل كبير للشركات المصنعة، مما قد يؤدي إلى إغفال مصالح الجمهور. وأكد مينتروم أنه على الرغم من أن الروبوتات يمكن أن تجلب فوائد كبيرة للمجتمع، إلا أن هناك حاجة لمزيد من العمل لتقليل مخاطر النتائج السلبية إلى أدنى حد. ودعا إلى تعزيز تفاعل الحكومات مع المواطنين لفهم آرائهم حول مستقبل تطور الروبوتات، والعمل معًا لمواجهة التحديات التي يفرضها انتشارها.