تعمل روسيا حاليًا على أكثر من 300 محطة توليد طاقة بتوربينات الغاز، مثل نوع GTES-25P، حيث تُصدر هذه المحطات كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون عند حرق الوقود الأحفوري، مما يفاقم تأثير الاحتباس الحراري والاحترار العالمي. تصل انبعاثات محطة واحدة من هذا النوع إلى 1.3 مليون طن سنويًا، ويبلغ إجمالي الانبعاثات الوطنية قرابة 4 ملايين طن، مما يجعل إدخال تقنيات جديدة لخفض الانبعاثات أمرًا ملحًا. اقترح علماء جامعة بيرم الوطنية للأبحاث البوليتكنيكية طريقة جديدة يمكن أن تقلل الانبعاثات الضارة بنسبة 45%، مع إنتاج منتج كيميائي مفيد هو ثنائي ميثيل الإيثر.

أفاد نيكيتا كيفيل، مساعد قسم التقنية الكيميائية في جامعة بيرم الوطنية للأبحاث البوليتكنيكية، بأن طرق تقليل البصمة الكربونية تشمل تحسين جودة المواد الخام، استخدام وقود منخفض الكربون، تطوير غرف احتراق منخفضة الانبعاثات، وبحوث تقنيات التقاط ثاني أكسيد الكربون. يمكن حقن ثاني أكسيد الكربون المهدور في الخزانات النفطية لزيادة إنتاج النفط، أو استخدامه كمادة خام للحصول على مركبات، ومن أمثلة ذلك تخليق ثنائي ميثيل الإيثر.

ثنائي ميثيل الإيثر هو أبسط إيثر، يتمتع بخصائص خاصة، ويمكن استخدامه في التبريد، كبديل للديزل، وفي إنتاج البلاستيك والأدوية وغيرها. طور علماء جامعة بيرم الوطنية للأبحاث البوليتكنيكية مخطط عملية لإنتاج ثنائي ميثيل الإيثر باستخدام ثاني أكسيد الكربون المهدور، وحسبوا مساهمة الطريقة الجديدة في تقليل البصمة الكربونية.

أظهرت نتائج البحث أن التقنية المقترحة يمكن أن تقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في محطة توليد واحدة بنسبة 45%، مع إنتاج يصل إلى 1.2 مليون طن من ثنائي ميثيل الإيثر سنويًا. تنطبق هذه التقنية بشكل أساسي على المنشآت الصناعية التي تستخدم محطات توليد الطاقة بتوربينات الغاز، حيث لا تقلل فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بل توفر منتجًا إضافيًا مرغوبًا. تم تنفيذ هذا العمل في إطار خطة "Priority-2030" للقيادة الأكاديمية الاستراتيجية.