تسعى ولاية ساراواك الماليزية، الغنية بالغابات المورقة والأنهار المتدفقة، إلى أن تصبح ركيزة للتحول الطاقي في المنطقة من خلال خطة "البطارية الخضراء"، إلا أن هذه الخطة أثارت مخاوف بشأن التكاليف البيئية.

تتمتع ساراواك بإمكانات هائلة لتوليد الطاقة الكهرومائية بفضل أنهارها العديدة، بالإضافة إلى تثبيت الطاقة الشمسية وتطوير الطاقة الحيوية، مما يزيد من قدراتها في الطاقة المتجددة. أعلن رئيس الوزراء أبانغ جوهري الأسبوع الماضي للمستثمرين الأوروبيين أن الولاية "ملتزمة بمستقبل منخفض الكربون والطاقة المستدامة". حاليًا، تمتلك ساراواك أربع محطات لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة إجمالية تبلغ حوالي 3500 ميغاواط، قادرة على تزويد ما يقرب من مليوني إلى ثلاثة ملايين أسرة يوميًا في جنوب شرق آسيا. وأشار نائب الرئيس الأول لشركة ساراواك للطاقة، تشين شي يون، إلى أن أول حقل شمسي عائم في البلاد يولد حوالي 50 ميغاواط، مع وجود أكثر من عشرة حقول أخرى قيد التخطيط. بحلول عام 2030، تهدف ساراواك إلى تحقيق قدرة توليد تصل إلى حوالي 10000 ميغاواط، تعتمد بشكل رئيسي على الطاقة الكهرومائية، مع استخدام الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي، وتطمح لتزويد المناطق المجاورة بالطاقة.
ترى المحللة في مركز أبحاث الطاقة Ember، شابرينا نادرة، أن طموحات الولاية "جريئة ومبشرة"، وترسل "إشارة قوية لتسريع التحول الطاقي في المنطقة". ارتفع الطلب على الطاقة في جنوب شرق آسيا بأكثر من الضعف خلال العقد الماضي، ومن المتوقع أن يستمر في النمو مع تزايد الطبقة الوسطى وظهور مراكز البيانات كثيفة الاستهلاك للطاقة. ويعتبر المسؤول الكبير في مجال الطاقة الماليزية، زايدي محمد كالي، أن ساراواك نموذج يحتذى به في بناء شبكة كهرباء الآسيان، حيث يتم حاليًا نقل الطاقة الكهرومائية من ساراواك إلى إندونيسيا عبر خط اتصال عابر للحدود، كما تدرس ميانمار خططًا مشابهة مستوحاة من دول مثل لاوس.
ومع ذلك، تواجه طموحات ساراواك الكبيرة تحديات بيئية. حذرت منظمات بيئية من أن العديد من مشاريع البنية التحتية للطاقة الخضراء قد تؤدي إلى إزالة الغابات وتشريد المجتمعات الأصلية. أشار آدم فهان من مؤسسة RimbaWatch إلى أن ساراواك تمتلك أدنى معدل انبعاثات في ماليزيا، لكنها تسجل أعلى معدلات إزالة الغابات، يُعزى جزء كبير منها إلى مشاريع الطاقة الكهرومائية. لإفساح المجال لأحد أكبر السدود في جنوب شرق آسيا، الذي بدأ تشغيله في عام 2011، تم تهجير أكثر من 9000 من السكان الأصليين من منطقة باكون، وغُمرت حوالي 70000 هكتار من النظام الإيكولوجي للغابات، مع استمرار مشكلات إعادة التوطين والتعويض حتى اليوم. تخشى المنظمات البيئية من تكرار هذه السيناريوهات مع بدء مشاريع كهرومائية جديدة، مما يؤدي إلى استبعاد المجتمعات المحلية. وحذرت نضيلة من Ember من أن التوسع في البنية التحتية الكهرومائية الكبيرة في ساراواك يثير قضايا بيئية واجتماعية خطيرة، وأكدت على أهمية تطبيق تدابير صارمة وشاملة للحماية البيئية والاجتماعية. وأضاف فهان من RimbaWatch أن على ساراواك معالجة قضايا حقوق السكان الأصليين وإزالة الغابات لتتمكن من تسمية نفسها "البطارية الخضراء" لجنوب شرق آسيا.















京公网安备 11010802043282号